فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار
  عن القيام بأمر الله فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٢٤}[التوبة: ٢٤]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤}[الصف: ١٤]، فالله الله في نفسك وفي قومك، فإن أوزارهم قد صارت تجتمع إلى عنقك، وثوابهم قد صار مكتوباً في صحيفة عملك، لكونك راعياً لهم وهم رعيتك؛ فإن أطعت كانت طاعتهم تبعاً لطاعتك، وإن عصيت - وحاشاك عن ذلك - كانت معصيتهم فرعاً على معصيتك.
  واعلم أسعدك الله: أنك أسعد رئيس إن قدت قومك إلى سبيل النجاة، ورحضت عنهم درن الأوزار، لفتحك لهم باب الجهاد، الذي يحت الذنوب والأوزار كما تحت الأوراق، في الحديث عن رسول الله ÷ أنه قال: «لَوَقْفَتُ الرجلِ في الصف في سبيل الله تعدل عبادة ستين سنة، يصوم نهاره ولا يفطر، ويقوم ليله فلا يفتر»، وفي الحديث: «ما خفقت راية حق على رأس رجل مسلم فطعمته النار، وما اغبرت قدما عبد مؤمن في سبيل الله فدخل النار»، و «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين أمست ساهرة في سبيل الله»؛ فانظر أين أصبحت، وأي جواب أعددت لربك وأبيك وجدك ª إذا جمع الله الأولين والآخرين، وجيء بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فسئلت عن حقنا وهو القيام والنصرة، وسئلنا عن واجب حقك وهو