السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار

صفحة 626 - الجزء 1

  أجمع على إمامته علماء العترة، ودهماء الأمة، وبيدك أعنة الخيل، وأنت مطاع في العشيرة؛ فهذه الدنيا قد أعطتك مقاليدها، والآخرة قد ملكتك زمامها، وأسعد الناس من حاز شرف الدنيا والآخرة، وقد صرت في حال يُغبطُ من بَلَغَهَا، وهي أنك أدركت إمام الحق الذي سعد من لحقه وأطاعه، وشقي من حرم طاعته ولم يدرك زمانه، قال رسول الله - ÷: «من مات وليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة فليمت ميتة جاهلية».

  ولما كانت النصيحة للأقربين خاصة، وللأبعدين عامة وهي من أصول الدين، بل هي رأس الدين، قال رسول الله - ÷: «تهادوا النصائح ولا تهادوا الأطباق»، وقال عليه وعلى آله السلام: «ألا إن الدين النصيحة - قالها ثلاثاً -، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فأوجب إيجاباً لازماً، وعقد به عقداً حازماً؛ وأنت شيخ عشيرتنا، وكبير جماعتنا، وقد قال تعالى لأبينا - ÷: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء: ٢١٤]، فجعل للقرابة حظاً في التأكيد والاختصاص، وإن كان أُرسل إلى الناس كافة، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٢٨}⁣[سبأ: ٢٨]، وأنت وقومك عشيرتنا الأقربون، وأسرتنا الأعلون، نطول بطولكم، ونعلو بعلوكم، فلذلك لزمنا فرض تخصيصهم بالدعاء دون الخاصة، {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٣١ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي