فتح مأرب وبيحان وما يتعقبهما من الأحداث الكبار
  لا يطغين بني العباس ملكهم ... بنو علي مواليهم وإن رغموا
  بنو علي رعايا في بلادهم ... والأرض تملكها النسوان والخدم
  أتفخرون عليهم لا أبا لكم ... حتى كأن رسول الله جدكم
  فما توازن يوماً بينكم شرف ... ولا تساوت بكم في موطن قدم
  دعوا الفخار لعلامين إن سئلوا ... يوم السؤال وعمالين إن علموا
  لا يغضبون لغير الله إن غضبوا ... ولا يضيعون حق الله إن حكموا
  تنشا التلاوة من أبياتهم أبداً ... ومن بيوتكم الأوتار والنَّغَم
  بئس الجزاء جزيتم في بني حسن ... أباهم العلم الهادي وأمهم
  هذا، وإن كنا نعلم أنك لا تكاتبهم ولا تلاطفهم ولا تواصلهم إلا نظراً منك للبلاد، في الأمور التي تعود عليها بالصلاح والسداد، إلا أن الإصلاح لما بينك وبين الله أولى؛ لأن الله تعالى أشد بأساً وأشد تنكيلاً، ولا عاصم من أمره ولا مجير من عذابه، ولا ينفع الفرار منه إلا إليه، ولا الاتكال في مهمات ما ينزل إلا عليه، فأما المطامع في هذه الدنيا، وطلب عيشها الأدنى، فقد علمنا أن ذلك لا يحك عذارك، ولا يطور دارك.
  واعلم أنا من يوم القيام بالدعوة النبوية، الطاهرة العلوية مستظهرون بما يبلغنا من انتظام أمرك، ووفور حالك على عدو الله وعدونا، شاهرين على دهماء الرعايا حسن نيتك في طاعة الله وطاعتنا، فقد صار من بناحيتنا بأمرك فارحين، بنصرك داعين لك بما يدعى به الدعاة إلى الله من هذه العترة الطيبة، فالله الله في حفظ مكانك من الله ومن الصالحين، واعلم أن الجنة لا تنال إلا بحمل النفوس على المكاره بالقول والعمل والاعتقاد.