[آخر ملحق القصائد المتعلقة بالجزء الأول]
[آخر ملحق القصائد المتعلقة بالجزء الأول]
[ترثيته لوالدته رحمها الله تعالى]
  وقال # مرثياً لأمه رحمها الله، [واسمها زينب بنت إبراهيم بن سليمان، وهي من أولاد الإمام محمد بن يحيى بن عبد الله الديباج بن الحسن بن الحسن @]:
  جريحُ أَسَىً جَارَتْ عليهِ الجَرَائِحُ ... فَلَا الصَّبرُ موجودٌ ولا الوَجدُ نَازِحُ
  يُحَاوِلُ تَرْدَادَ الدُّمُوعِ تَعَزِّيَاً ... وهُنَّ كَتَوْكَافِ الشَّعِيبِ سَوَافِحُ(١)
  أتَانِي كتابٌ فيهِ مَا لَا أُرِيدُهُ ... فضَاقَ بقلبِي فِي الشِّغَافِ الجَوَانِحُ(٢)
  أُصَدِّقُهُ حِينَاً وتأبَاهُ مُهجَتِي ... وأَردَعُهُ عَنْ شَأوِهِ وَهْوَ جَامِحُ(٣)
  أمَهجُورَةٌ لَا عَنْ قِلَى كَانَ هَجرُهَا ... سَقَى جَدَثاً وارَاكِ غَادٍ وَرَائِحُ
  ولا زَالَ رَيحَانٌ ومِسْكٌ وعَنبَرٌ ... على القَبرِ تُذرِيهِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ
  حَلِيفَةُ إيمَانٍ تُتَاجِرُ رَبَّهَا ... ومَنْ تَاجَرَ الرَّحْمَنَ لَا شَكَّ رَابِحُ
  أكَافِلَتِي بِالبِرِّ كيفَ تَركْتِنِي ... وقَلبِيَ مَحزُونٌ وقَلبُكِ فَارِحُ
  نَرُومُ التَّلَاقِي بالأمَانِي تَرَجِيَّاً ... ويُوعِدُنَاهُ الدَّهرُ والدَّهرُ مَازِحُ
  ألَا كُلُّ حَيٍّ مَا خَلَا اللهَ هَالِكٌ ... تُنِيخُ عليهِ بالفَنَاءِ الجَوَايحُ
  وكُلُّ بَنِي حَوَّاءَ سوفَ تَزُورُهم ... مُفَجِّعَةٌ تَبيَضُّ منها المَسَائِحُ(٤)
(١) التوكاف: التقطير. الشعيب: السقاء البالي.
(٢) الشغاف: غشاء القلب.
(٣) الردع: المنع. والشأو: السبق. والجامح: المسرع.
(٤) المسائح: الذوائب.