الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[ما يجري على الله من الأسماء بمعنى حي]

صفحة 164 - الجزء 1

  إثبات الصفة الزائدة وإثبات المعنى قولاً لا موجب له. يزيده وضوحاً اتفاقُ الجميع على منع أن يطلق عليه تعالى لفظُ حيوان لما كان يفيد الحياةَ المستلزمة التجسيمَ والحدوثَ، والله أعلم.

[ما يجري على الله من الأسماء بمعنى حي]:

  الثالث: فيما يجري على الله تعالى من الأسماء بمعنى حي، وما لا يجري عليه منها.

  فالذي يجري عليه تعالى سميعٌ بصيرٌ عند بعض أئمتنا $ والبصريةِ، وعند بعضِهم والبغدادية هما بمعنى عالم كما مر في مسألة عالم، وسيأتي تحقيق القول الصحيح إن شاء الله تعالى في مسألة سميع بصير.

  ولم يذكر القرشي في المنهاج ولا شيخنا في السمط غيرهما، والأظهر أن «الباقيَ» و «الدائمَ» يفيدان ذلك في حقه تعالى، يدل عليه إطباق المسلمين على قولهم عند مشاهدة الموتى: لا يبقى ولا يدوم إلا الله، فلولا أنهم أرادوا واعتقدوا وصفه تعالى بأنه حي لا يموت لَمَا كان لذكر ذلك في تلك الحال معنى، والله أعلم.

  ويمتنع عليه تعالى حيوان وروحاني ونفساني؛ لإفادتها التجسيم والحدوث.