حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[خبر النبي ÷ لفاطمة (ع) في مناقب علي (ع)]

صفحة 73 - الجزء 1

  وأما معقل: فعداده في الصحابة، وممن حضر بيعة الرضوان، نزل البصرة، وتوفي في آخر إمارة معاوية، وخرج له من أئمتنا: أبو طالب، والمرشد بالله، وابن منصور، والجماعة كلهم.

  وأخرج الحديث أيضاً: الطبراني، وأخرج مثله ابن عبدالبر من حديث أسماء⁣(⁣١)، والطبراني من حديث فاطمة⁣(⁣٢)، والإسكافي من حديث عبدالسلام بن صالح، عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمد عن آبائه.

  والحديث يدل على ثلاث مناقب لأمير المؤمنين لم يصل إلى غايتها أحد من هذه الأمة:

  أولها: سبقه إلى الله ورسوله بالإيمان والتصديق.

  قال السيد العلامة إسحاق بن يوسف: اعلم أن القول بأن علياً أول من أسلم بعد خديجة هو إجماع أهل البيت وقول أكثر العلماء.

  ومعنى أول الناس إسلاماً: أنه أول داخل فيه وأنه لم يمسه الشرك كقول إبراهيم صلى الله عليه {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}⁣[الأنعام]، وقول النبي ÷ «وأنا أول المسلمين».

  قال محمد بن إبراهيم الوزير: ذكر الذهبي علياً في طبقات القراء، وذكر أنه لم يسبقه إلى الإسلام أحد إلا خديجة وأن المكان يضيق عن مناقبه، وأنه جمع القرآن وصحح ذلك ورد على من خالف فيه⁣(⁣٣).


(١) الإستيعاب في معرفة الأصحاب، بهامش الإصابة (٣/ ٣٦) في ترجمة أمير المؤمنين #.

(٢) المعجم الكبير (٢٠/ ٢٢٩) رقم (٥٣٨)، وعن فاطمة (٢٢/ ٤١٦) رقم (١٠٣٠).

(٣) قال الذهبي في طبقات القراء (١/ ٢٦) في ترجمة علي #: أحد السابقين الأولين لم يسبقه إلى الإسلام إلا خديجة ^.

ثم قال في ص ٧٢ بعد ذكر كلام له: ومناقب علي ¥ يضيق المكان عنها، وقد أفردت سيرته في كتاب سميته (فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب).