[خبر النبي ÷ لفاطمة (ع) في مناقب علي (ع)]
  وأما معقل: فعداده في الصحابة، وممن حضر بيعة الرضوان، نزل البصرة، وتوفي في آخر إمارة معاوية، وخرج له من أئمتنا: أبو طالب، والمرشد بالله، وابن منصور، والجماعة كلهم.
  وأخرج الحديث أيضاً: الطبراني، وأخرج مثله ابن عبدالبر من حديث أسماء(١)، والطبراني من حديث فاطمة(٢)، والإسكافي من حديث عبدالسلام بن صالح، عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمد عن آبائه.
  والحديث يدل على ثلاث مناقب لأمير المؤمنين لم يصل إلى غايتها أحد من هذه الأمة:
  أولها: سبقه إلى الله ورسوله بالإيمان والتصديق.
  قال السيد العلامة إسحاق بن يوسف: اعلم أن القول بأن علياً أول من أسلم بعد خديجة هو إجماع أهل البيت وقول أكثر العلماء.
  ومعنى أول الناس إسلاماً: أنه أول داخل فيه وأنه لم يمسه الشرك كقول إبراهيم صلى الله عليه {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}[الأنعام]، وقول النبي ÷ «وأنا أول المسلمين».
  قال محمد بن إبراهيم الوزير: ذكر الذهبي علياً في طبقات القراء، وذكر أنه لم يسبقه إلى الإسلام أحد إلا خديجة وأن المكان يضيق عن مناقبه، وأنه جمع القرآن وصحح ذلك ورد على من خالف فيه(٣).
(١) الإستيعاب في معرفة الأصحاب، بهامش الإصابة (٣/ ٣٦) في ترجمة أمير المؤمنين #.
(٢) المعجم الكبير (٢٠/ ٢٢٩) رقم (٥٣٨)، وعن فاطمة (٢٢/ ٤١٦) رقم (١٠٣٠).
(٣) قال الذهبي في طبقات القراء (١/ ٢٦) في ترجمة علي #: أحد السابقين الأولين لم يسبقه إلى الإسلام إلا خديجة ^.
ثم قال في ص ٧٢ بعد ذكر كلام له: ومناقب علي ¥ يضيق المكان عنها، وقد أفردت سيرته في كتاب سميته (فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب).