شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار يوم صفين

صفحة 20 - الجزء 4

  كنت فيكم كالمغطى رأسه ... فانجلى اليوم قناعي وخمر

  سادرا أحسب غيي رشدا ... فتناهيت وقد صابت بقر

  وقال الأشتر: يا أمير المؤمنين، قد غلب الله لك على الماء، فقال علي #: أنتما كما قال الشاعر:

  تلاقين قيسا وأشياعه ... فيوقد للحرب نارا فنارا

  أخو الحرب إن لقحت بازلا ... سما للعلا وأجل الخطارا

  قال نصر: فكان كل واحد من علي ومعاوية يخرج الرجل الشريف في جماعة فيقاتل مثله، وكانوا يكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستئصال والهلاك، فاقتتل الناس ذا الحجة كله، فلما انقضى تداعوا إلى أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضي المحرم لعل الله أن يجري صلحا أو إجماعا، فكف الناس في المحرم بعضهم عن بعض.

  قال نصر: حدثنا عمر بن سعد، عن أبي المجاهد، عن المحل بن خليفة، قال: لما توادعوا في المحرم اختلفت الرسل فيما بين الرجلين رجاء الصلح، فأرسل علي # إلى معاوية عدي بن حاتم الطائي، وشبث بن ربعي التميمي، ويزيد بن قيس، وزياد بن خصفة، فلما دخلوا عليه حمد الله تعالى عدي بن حاتم الطائي، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله فيه كلمتنا وأمتنا ويحقن به دماء