شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار يوم صفين

صفحة 31 - الجزء 4

  أتدرون ما أمر هذا اللواء إن عدو الله عمرا أخرج له رسول الله ÷ هذه الشقة؟ فقال: من يأخذها بما فيها: فقال عمرو: وما فيها يا رسول الله؟ قال: فيها ألا تقاتل بها مسلما، ولا تقربها من كافر فأخذها، فقد والله قربها من المشركين وقاتل بها اليوم المسلمين، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما أسلموا، ولكنهم استسلموا وأسروا الكفر، فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه.

  وروى نصر، عن أبي عبد الرحمن المسعودي، عن يونس بن الأرقم، عن عوف بن عبد الله، عن عمرو بن هند البجلي، عن أبيه قال: لما نظر علي # إلى رايات معاوية وأهل الشام قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر، فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم لنا إلا أنهم لم يتركوا الصلاة.

  وروى نصر، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال: لما كان قتال صفين، قال رجل لعمار: يا أبا اليقظان، ألم يقل رسول الله ÷ قاتلوا الناس حتى يسلموا، فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم وأموالهم؟ قال: بلى ولكن والله ما أسلموا، ولكن استسلموا وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا.

  وروى نصر، عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، عن منذر الثوري قال: قال محمد بن الحنفية لما أتاهم رسول الله ÷ من أعلى الوادي ومن أسفله