فصل فيما روي من سب معاوية وحزبه لعلي
  وروى عمر بن شبة وابن الكلبي والواقدي وغيرهم من رواة السير أنه مكث أيام ادعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ÷، وقال: لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها.
  وفي رواية محمد بن حبيب، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، أن له أهيل سوء ينغضون رءوسهم عند ذكره.
  وروى سعيد بن جبير أن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن عباس: ما حديث أسمعه عنك؟ قال: وما هو؟ قال: تأنيبي وذمي، فقال: إني سمعت رسول الله ÷ يقول: بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره، فقال ابن الزبير: إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة، وذكر تمام الحديث.
  وروى عمر بن شبة أيضا عن سعيد بن جبير قال: خطب عبد الله بن الزبير، فنال من علي # فبلغ ذلك محمد بن الحنفية فجاء إليه، وهو يخطب فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته، وقال: يا معشر العرب، شاهت الوجوه أينتقص علي وأنتم حضور؟ إن عليا كان يد الله على أعداء الله، وصاعقة من أمره أرسله على الكافرين والجاحدين لحقه، فقتلهم بكفرهم فشنئوه وأبغضوه، وأضمروا له الشنف والحسد وابن عمه ÷ حي بعد لم يمت، فلما نقله الله إلى جواره وأحب له ما عنده، أظهرت له رجال أحقادها، وشفت أضغانها، فمنهم من ابتز حقه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، فإن يكن لذريته وناصري دعوته دولة تنشر عظامهم، وتحفر على أجسادهم والأبدان منهم يومئذ بالية بعد أن تقتل الأحياء منهم وتذل رقابهم، فيكون الله عز اسمه قد عذبهم بأيدينا، وأخزاهم ونصرنا عليهم، وشفا صدورنا منهم، إنه والله ما يشتم عليا إلا كافر يسر شتم رسول الله ÷ ويخاف أن يبوح به