شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي

صفحة 70 - الجزء 4

  المحدثون: أن حريزا رؤي في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: كاد يغفر لي لو لا بغض علي.

  قلت: قد روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة قال: حدثني أبو جعفر بن الجنيد، قال: حدثني إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثني محفوظ بن المفضل بن عمر، قال: حدثني أبو البهلول يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا حمزة بن حسان وكان مولى لبني أمية، وكان مؤذنا عشرين سنة، وحج غير حجة، وأثنى أبو البهلول عليه خيرا، قال: حضرت حريز بن عثمان وذكر علي بن أبي طالب فقال: ذاك الذي أحل حرم رسول الله ÷ حتى كاد يقع.

  قال محفوظ: قلت ليحيي بن صالح الوحاظي قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز فما بالك لم تحمل عن حريز؟ قال: إني أتيته فناولني كتابا، فإذا فيه حدثني فلان عن فلان: إن النبي ÷ لما حضرته الوفاة أوصى أن تقطع يد علي بن أبي طالب #، فرددت الكتاب ولم أستحل أن أكتب عنه شيئا.

  قال أبو بكر: وحدثني أبو جعفر، قال: حدثني إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عاصم صاحب الخانات، قال: قال لنا حريز بن عثمان: أنتم يا أهل العراق تحبون علي بن أبي طالب # ونحن نبغضه.

  قالوا: لم؟ قال: لأنه قتل أجدادي.

  قال محمد بن عاصم: وكان حريز بن عثمان نازلا علينا.

  قال أبو جعفر ¦: وكان المغيرة بن شعبة صاحب دنيا يبيع دينه بالقليل النزر منها، ويرضي معاوية بذكر علي بن أبي طالب #، قال يوما في مجلس معاوية: إن عليا لم ينكحه رسول الله ابنته حبا، ولكنه أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبي طالب إليه.