شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام

صفحة 122 - الجزء 4

  قال: وروى عبد الرزاق عن الحسن وغيره: أن أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب #، وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة.

  قال أبو عمر وروى أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا شريح بن النعمان، قال: حدثنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر قال: أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.

  قال أبو عمر: هذا أصح ما قيل في ذلك، والله أعلم.

  انتهى حكاية كلام أبي عمر في كتاب الإستيعاب.

  واعلم أن شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في أن أول الناس إسلاما علي بن أبي طالب #، إلا من عساه خالف في ذلك من أوائل البصريين، فأما الذي تقررت المقالة عليه الآن، فهو القول بأنه أسبق الناس إلى الإيمان، لا تكاد تجد اليوم في تصانيفهم وعند متكلميهم والمحققين منهم خلافا في ذلك.

  واعلم أن أمير المؤمنين # ما زال يدعي ذلك لنفسه، ويفتخر به ويجعله في أفضليته على غيره، ويصرح بذلك وقد قال غير مرة أنا الصديق الأكبر والفاروق الأول أسلمت قبل إسلام أبي بكر، وصليت قبل صلاته.

  وروى عنه هذا الكلام بعينه أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف، وهو غير متهم في أمره.

  ومن الشعر المروي عنه # في هذا المعنى الأبيات التي أولها:

  محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي

  ومن جملتها:

  سبقتكم إلى الإسلام طرا ... غلاما ما بلغت أوان حلمي