شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب

صفحة 154 - الجزء 4

  بسلى وسلبرى مصارع فتية ... كرام وعقرى من كميت ومن ورد

  وقال آخر:

  بسلى وسلبرى جماجم فتية ... كرام وصرعى لم توسد خدودها

  وقال رجل من موالي المهلب: لقد صرعت يومئذ بحجر واحد ثلاثة رميت به رجلا فصرعته، ثم رميت به رجلا فأصبت به أصل أذنه فصرعته، ثم أخذت الحجر وصرعت به ثالثا، وفي ذلك يقول رجل من الخوارج:

  أتانا بأحجار ليقتلنا بها ... وهل يقتل الأبطال ويحك بالحجر

  وقال رجل من أصحاب المهلب في يوم سلى وسلبرى، وقتل ابن الماحوز:

  ويوم سلى وسلبرى أحاط بهم ... منا صواعق لا تبقي ولا تذر

  حتى تركنا عبيد الله منجدلا ... كما تجدل جذع مال منقعر

  ويروى أن رجلا من الخوارج يوم سلى حمل على رجل من أصحاب المهلب فطعنه، فلما خالطه الرمح صاح: يا أمتاه، فصاح به المهلب لا كثر الله منك في المسلمين، فضحك الخارجي وقال:

  أمك خير لك مني صاحبا ... تسقيك محضا وتعل رائبا

  وكان المغيرة بن المهلب إذا نظر إلى الرماح، قد تشاجرت في وجهه نكس على