شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب

صفحة 159 - الجزء 4

  فقالوا: ما الخبر وهو لا يعرفهم؟ فقال: قتل الله ابن الماحوز المارق، وهذا رأسه معي فوثبوا عليه، فقتلوه وصلبوه، ودفنوا رأس أخيهم عبيد الله، فلما ولي الحجاج دخل عليه علي بن بشير، وكان وسيما جسيما، فقال: من هذا فخبره فقتله، ووهب ابنه الأزهر، وابنته لأهل الأزدي المقتول، وكانت زينب بنت بشير لهم مواصلة فوهبوهما لها.

  قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتاب الكامل: ولم يزل المهلب يقاتل الخوارج في ولاية الحارث القباع حتى عزل، وولي مصعب بن الزبير، فكتب إلى المهلب أن أقدم علي واستخلف ابنك المغيرة، ففعل بعد أن جمع الناس، وقال لهم: إني قد استخلفت المغيرة عليكم وهو أبو صغيركم رقة ورحمة، وابن كبيركم طاعة وبرا وتبجيلا وأخو مثله مواساة ومناصحة، فلتحسن له طاعتكم، وليلن له جانبكم، فو الله ما أردت صوابا قط إلا سبقني إليه.

  ثم مضى إلى مصعب، فكتب مصعب إلى المغيرة بولايته، وكتب إليه أنك إن لم تكن كأبيك، فإنك كاف لما وليت فشمر وائتزر وجد واجتهد.

  ثم شخص المصعب إلى المزار فقتل أحمر بن شميط، ثم أتى الكوفة فقتل المختار، وقال للمهلب: أشر علي برجل أجعله بيني وبين عبد الملك، فقال له: اذكر واحدا من ثلاثة محمد بن عمير بن عطارد الدارمي أو زياد بن عمرو بن الأشرف العتكي أو داود بن قحذم.

  قال: أو تكفيني أنت؟ قال: أكفيك إن شاء الله، فشخص فولاه الموصل فخرج إليها، وصار مصعب إلى البصرة لينفر إلى أخيه بمكة، فشاور الناس فيمن يستكفيه