قطري بن الفجاءة المازني
  فقال: خذوا عليهم الطريق، فبادر بشر بن المغيرة، ومدرك والمفضل ابنا المهلب، فسبق بشر إلى الطريق، فإذا رجل أسود من الأزارقة يشل السرح، وهو يقول:
  نحن قمعناكم بشل السرح ... وقد نكانا القرح بعد القرح
  ولحقه المفضل ومدرك، فصاحا برجل من طيئ اكفنا الأسود فاعتوره الطائي، وبشر بن المغيرة فقتلاه، وأسرا رجلا من الأزارقة من همدان، واستردا السرح.
  قال: وكان عياش الكندي شجاعا بئيسا فأبلي يومئذ، فلما مات على فراشه بعد ذلك.
  قال المهلب: لا وألت نفس الجبان بعد عياش، وقال المهلب: ما رأيت تالله كهؤلاء القوم كلما انتقص منهم يزيد فيهم.
  ووجه الحجاج رجلين إلى المهلب يستحثانه بالقتال أحدهما من كلب، والآخر من سليم، فقال المهلب متمثلا بشعر لأوس بن حجر:
  ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
  فقال المهلب ليزيد ابنه: حرك القوم، فحركهم فتهايجوا، وذلك في قرية من قرى إصطخر، فحمل رجل من الخوارج على رجل من أصحاب المهلب، وطعنه، فشك فخذه بالسرج، فقال المهلب للسلمي والكلبي: كيف يقاتل قوم هذا طعنهم؟ وحمل