شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طرف من أخبار المهلب وبينه

صفحة 220 - الجزء 4

  من كل صنديد يرى بلبانه ... وقع الظبات مع القنا الخطار

  لرأى معاودة الرباع غنيمة ... أزمان كان محالف الإقتار

  فدع الحروب لشيبها وشبابها ... وعليك كل غريرة معطار

  فبلغت أبياته الحجاج فكتب إلى المهلب يأمره بإشخاص كعب الأشقري إليه، فأعلم المهلب كعبا بذلك، وأوفده إلى عبد الملك من ليلته، وكتب إليه يستوهبه منه، فقدم كعب على عبد الملك برسالة المهلب، فاستنطقه فأعجبه وأوفده إلى الحجاج، وكتب إليه يقسم عليه أن يصفح ويعفو عما بلغه من شعره، فلما دخل قال: إيه يا كعب، لرأي معاودة الرباع غنيمة، فقال: أيها الأمير، والله لوددت في بعض ما شاهدته من تلك الحروب، وما أوردناه المهلب من خطرها أن أنجو منها، وأكون حجاما أو حائكا، قال: أولى لك لو لا قسم أمير المؤمنين ما نفعك ما تقول الحق بصاحبك ورده إلى المهلب.

  قال أبو العباس: وكان كتاب المهلب إلى الحجاج الذي بشره فيه بالظفر والنصر: ، الحمد لله الكافي بالإسلام، فقد ما سواه الحاكم بألا ينقطع المزيد من فضله حتى ينقطع الشكر من عباده، أما بعد،