شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج

صفحة 234 - الجزء 4

  إلى بابل مهروذ، فنزل بها وكتب إلى الحجاج، وكان الحجاج أمر سورة بن أبجر أن يلحق بسفيان، فكاتب سورة سفيان، وقال له: انتظرني فلم يفعل وعجل نحو الخوارج ف، لما عرف الحجاج خبر سفيان وقرأ كتابه.

  قال للناس: من صنع كما صنع هذا، وأبلى كما أبلى، فقد أحسن، ثم كتب إليه يعذره ويقول: إذا خف عليك الوجع فأقبل مأجورا إلى أهلك، وكتب إلى سورة بن أبجر.

  أما بعد، يا ابن أم سورة فما كنت خليقا أن تجترئ على ترك عهدي، وخذلان جندي، فإذا أتاك كتابي فابعث رجلا ممن معك صليبا إلى المدائن، فلينتخب من جندها خمسمائة رجل، ثم ليقدم بهم عليك، ثم سر بهم حتى تلقى هذه المارقة، واحزم أمرك وكد عدوك، فإن أفضل أمر الحروب حسن المكيدة والسلام.

  فلما أتى سورة كتاب الحجاج بعث عدي بن عمير إلى المدائن، وكان بها ألف فارس فانتخب منهم خمسمائة، ثم رحل بهم حتى قدم على سورة ببابل مهروذ