دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج
  حذرون في جوف هذه الخنادق لا تزايلونها، إلا أن يبلغكم أنهم قد ارتحلوا عنكم ونزلوا بلدا سوى بلدكم اخرجوا على اسم الله إليهم.
  ثم خرج وخرج الناس معه، فقال له الجزل: ما تريد أن تصنع؟ قال: أقدم على شبيب وأصحابه في هذه الخيل، فقال له الجزل: أقم أنت في جماعة الناس فارسهم وراجلهم، ولا تفرق أصحابك ودعني أصحر له، فإن ذلك خير لك وشر لهم.
  فقال سعيد: بل تقف أنت في الصف وأنا أصحر له، فقال الجزل: إني بريء من رأيك هذا سمع الله ومن حضر من المسلمين، فقال سعيد: هو رأيي إن أصبت فيه فالله وفقني وإن أخطأت فيه فأنتم برآء.
  فوقف الجزل في صف أهل الكوفة، وقد أخرجهم من الخندق، وجعل على ميمنتهم عياض بن أبي لينة الكندي، وعلى ميسرتهم عبد الرحمن بن عوف أبا حميد الراسبي، ووقف الجزل في جماعتهم واستقدم سعيد بن مجالد، فخرج وأخرج الناس معه، وقد أخذ شبيب إلى براز الروز، فنزل قطفتا وأمر دهقانها أن يشوي لهم غنما، ويعد لهم غداء ففعل وأغلق مدينة قطفتا، ولم يفرغ