شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 23 - الجزء 5

  وأراد محمد قول مروان بن أبي حفصة:

  لقد أفسدت أسنان بكر بن وائل ... من التمر ما لو أصلحته لمارها

  وقال محمد بن عمير بن عطاء التميمي لشريك النميري وعلى يده صقر ليس في الجوارح أحب إلي من البازي فقال شريك إذا كان يصيد القطا أراد محمد قول جرير:

  أنا البازي المطل على نمير ... أتيح من السماء لها انصبابا

  وأراد شريك قول الطرماح:

  تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت سبل المكارم ضلت

  ودخل عبد الله بن ثعلبة المحاربي على عبد الملك بن يزيد الهلالي وهو يومئذ والي أرمينية فقال له ما ذا لقينا الليلة من شيوخ محارب منعونا النوم بضوضائهم ولغطهم فقال عبد الله بن ثعلبة إنهم أصلح الله الأمير أضلوا الليلة برقعا فكانوا يطلبونه أراد عبد الملك قول الشاعر:

  تكش بلا شيء شيوخ محارب ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري

  ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر

  وأراد عبد الله قول القائل:

  لكل هلالي من اللؤم برقع ... ولابن يزيد برقع وجلال