شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 25 - الجزء 5

  وورد إلى البصرة غلام من بني فقعس كان يجلس في المربد فينشد شعرا ويجمع الناس إليه فذكر ذلك للفرزدق فقال لأسوءنه فجاء إليه فسمع شيئا من شعره فحسده عليه فقال ممن أنت قال من بني فقعس قال كيف تركت القنان فقال مقابل لصاف فقال يا غلام هل أنجدت أمك قال بل أنجد أبي.

  قال أبو العباس المبرد أراد الفرزدق قول الشاعر

  ضمن القنان لفقعس سوآتها ... إن القنان لفقعس لمعمر

  والقنان جبل في بلاد فقعس يريد أن هذا الجبل يستر سوآتهم وأراد الغلام قول أبي المهوش

  وإذا يسرك من تميم خلة ... فلما يسوءك من تميم أكثر

  أكلت أسيد والهجيم ودارم ... أير الحمار وخصيتيه العنبر

  قد كنت أحسبهم أسود خفية ... فإذا لصاف يبيض فيه الحمر

  ولصاف جبل في بلاد بني تميم وأراد بقوله هل أنجدت أمك أي إن كانت