شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مرداس بن حدير

صفحة 85 - الجزء 5

  زياد وقد قارب أصحابه الأربعين فحط ذلك المال وأخذ منه عطاءه وعطاء أصحابه ورد الباقي على الرسل وقال قولوا لصاحبكم إنا قبضنا أعطياتنا فقال بعض أصحابه علام ندع الباقي فقال إنهم يقيمون هذا الفيء كما يقيمون الصلاة فلا نقاتلهم على الصلاة.

  قال أبو العباس ولأبي بلال مرداس في الخروج أشعار اخترت منها قوله

  أبعد ابن وهب ذي النزاهة والتقى ... ومن خاض في تلك الحروب المهالكا

  أحب بقاء أو أرجي سلامة ... وقد قتلوا زيد بن حصن ومالكا

  فيا رب سلم نيتي وبصيرتي ... وهب لي التقى حتى ألاقي أولئكا

  قال أبو العباس ثم إن عبيد الله بن زياد ندب جيشا إلى خراسان فحكى بعض من كان في ذلك الجيش قال مررنا بآسك فإذا نحن بهم ستة وثلاثين رجلا فصاح بنا أبو بلال أقاصدون لقتالنا أنتم قال وكنت أنا وأخي قد دخلنا زربا فوقف أخي ببابه فقال السلام عليكم فقال مرداس وعليكم السلام ثم قال لأخي أجئتم لقتالنا قال لا إنما نريد خراسان قال فأبلغوا من لقيتم أنا لم نخرج لنفسد في الأرض ولا لنروع أحدا ولكن هربا من الظلم ولسنا نقاتل إلا من يقاتلنا ولا نأخذ من الفيء إلا أعطياتنا ثم قال أندب لنا أحد قلنا نعم أسلم بن زرعة الكلابي قال فمتى ترونه يصل إلينا قلنا يوم كذا وكذا فقال أبو بلال حسبنا الله ونعم الوكيل.

  قال أبو العباس وجهز عبيد الله بن زياد أسلم بن زرعة في أسرع مدة ووجهه إليهم