شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن يحيى طالب الحق

صفحة 111 - الجزء 5

  إليه ولم تكلمه ومر بك غلام من بني أمية فضحكت إليه ولاطفته أما والله لو التقى الجمعان لعلمت أيهما أصبر.

  قال فكان أمية بن عنبة أول من انهزم وركب فرسه ومضى وقال لغلامه يا مجيب أما والله لئن أحرزت هذه الأكلب من بني الشراة إني لعاجز.

  وأما عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير فقاتل يومئذ حتى قتل وكان يحمل ويتمثل

  وإني إذا ضن الأمير بإذنه ... على الإذن من نفسي إذا شئت قادر

  والشعر للأغر بن حماد اليشكري.

  قال فلما بلغ أبا حمزة إقبال أهل المدينة إليه استخلف على مكة أبرهة بن الصباح وشخص إليهم وعلى مقدمته بلج بن عقبة.

  فلما كان في الليلة التي وافاهم في صبيحتها وأهل المدينة نزول بقديد قال لأصحابه إنكم ملاقو القوم غدا وأميرهم فيما بلغني ابن عثمان أول من خالف سنة الخلفاء وبدل سنة رسول الله ÷ وقد وضح الصبح لذي عينين فأكثروا ذكر الله وتلاوة القرآن ووطنوا أنفسكم على الموت وصبحهم غداة الخميس لتسع خلون من صفر سنة ثلاثين ومائة.

  قال أبو الفرج وقال عبد العزيز لغلامه في تلك الليلة ابغنا علفا قال هو غال فقال ويحك البواكي علينا غدا أغلى وأرسل أبو حمزة إليهم بلج بن عتبة ليدعوهم فأتاهم في ثلاثين راكبا فذكرهم الله وسألهم أن يكفوا عنهم وقال لهم خلوا سبيلنا إلى الشام لنسير