أمر المهاجرين والأنصار بعد بيعة أبي بكر
  أراكم أخذتم حقكم بأكفكم ... وما الناس إلا مخطئ ومصيب
  فلما أبيتم زلت عنكم إليهم ... وكنت كأني يوم ذاك غريب
  فإن كان هذا الأمر ذنبي إليكم ... فلي فيكم بعد الذنوب ذنوب
  فلا تبعثوا مني الكلام فإنني ... إذا شئت يوما شاعر وخطيب
  وإني لحلو تعتريني مرارة ... وملح أجاج تارة وشروب
  لكل امرئ عندي الذي هو أهله ... أفانين شتى والرجال ضروب
  وقال عويم بن ساعدة في ذلك
  وقالت لي الأنصار أضعاف قولهم ... لمعن وذاك القول جهل من الجهل
  فقلت دعوني لا أبا لأبيكم ... فإني أخوكم صاحب الخطر الفصل
  أنا صاحب القول الذي تعرفونه ... أقطع أنفاس الرجال على مهل
  فإن تسكتوا أسكت وفي الصمت راحة ... وإن تنطقوا أصمت مقالتكم تبلي
  وما لمت نفسي في الخلاف عليكم ... وإن كنتم مستجمعين على عذلي
  أريد بذاك الله لا شيء غيره ... وما عند رب الناس من درج الفضل
  وما لي رحم في قريش قريبة ... ولا دارها داري ولا أصلها أصلي
  ولكنهم قوم علينا أئمة ... أدين لهم ما أنفذت قدمي نعلي
  وكان أحق الناس أن تقنعوا به ... ويحتملوا من جاء في قوله مثلي
  لأني أخف الناس فيما يسركم ... وفيما يسوء لا أمر ولا أحلي
  قال فروة بن عمر وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر وكان ممن جاهد مع