شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خبر مقتل الإمام علي كرم الله وجهه

صفحة 119 - الجزء 6

  ألا يكون عليه بأس قال فأراك إنما تبكين عليا إذا والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم.

  قال أبو الفرج وأخرج ابن ملجم من بين يديه وهو يقول

  نحن ضربنا يا بنة الخير إذ طغى ... أبا حسن مأمومة فتفطرا

  ونحن حللنا ملكه من نظامه ... بضربة سيف إذ علا وتجبرا

  ونحن كرام في الصباح أعزة ... إذا المرء بالموت ارتدى وتأزرا

  قال وانصرف الناس من صلاة الصبح فأحدقوا بابن ملجم ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم السباع ويقولون يا عدو الله ما ذا صنعت أهلكت أمة محمد وقتلت خير الناس وإنه لصامت ما ينطق.

  قال أبو الفرج وروى أبو مخنف عن أبي الطفيل أن صعصعة بن صوحان استأذن على علي # وقد أتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم فلم يكن عليه إذن فقال صعصعة للآذن قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا فلقد كان الله في صدرك عظما ولقد كنت بذات الله عليما فأبلغه الآذن مقالته فقال قل له وأنت يرحمك الله فلقد كنت خفيف المئونة كثير المعونة.

  قال أبو الفرج ثم جمع له أطباء الكوفة فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هانئ السكوني وكان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات وكان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم فلما نظر أثير إلى جرح أمير المؤمنين دعا برئة شاة حارة فاستخرج منها عرقا وأدخله في الجرح ثم نفخه ثم