71 - ومن خطبة له # علم فيها الناس الصلاة على النبي ÷
  غير ناكل عن قدم أي غير جبان ولا متأخر عن إقدام والمقدام المتقدم يقال مضى قدما أي تقدم وسار ولم يعرج.
  قوله ولا واه في عزم وهى أي ضعف والواهي الضعيف.
  واعيا لوحيك أي فاهما وعيت الحديث أي فهمته وعقلته.
  ماضيا على نفاذ أمرك في الكلام حذف تقديره ماضيا مصرا على نفاذ أمرك كقوله تعالى {فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ}[النمل: ١٢] ولم يقل مرسلا لأن الكلام يدل بعضه على بعض.
  وقوله حتى أورى قبس القابس يقال ورى الزند يري أي خرج ناره وأوريته أنا والقبس شعله من النار والمراد بالقبس هاهنا نور الحق والقابس الذي يطلب النار يقال قبست منه نارا وأقبسني نارا أي أعطانيها.
  وقال الراوندي أقبست الرجل علما وقبسته نارا أعطيته فإن كنت طلبتها له قلت أقبسته نارا.
  وقال الكسائي أقبسته نارا وعلما سواء قال ويجوز قبسته بغير همزة فيهما.
  قوله وأضاء الطريق للخابط أي جعل الطريق للخابط مضيئة والخابط الذي يسير ليلا على غير جادة واضحة.
  وهذه الألفاظ كلها استعارات ومجازات.
  وخوضات الفتن جمع خوضة وهي المرة الواحدة من خضت الماء والوحل أخوضهما وتقدير الكلام وهديت به القلوب إلى الأعلام الموضحة بعد أن خاضت في الفتن أطوارا والأعلام جمع علم وهو ما يستدل به على الطريق كالمنارة ونحوها.
  والموضحة التي توضح للناس الأمور وتكشفها والنيرات ذوات النور.
  قوله فهو أمينك المأمون أي أمينك على وحيك والمأمون من ألقاب رسول الله ÷ قال كعب بن زهير