شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مروان بن الحكم ونسبه وأخباره

صفحة 159 - الجزء 6

  فلما دخل الضحاك بن قيس داره جاءت كلب إلى السجن فأخرجوا سفيان بن أبرد الكلبي وجاءت غسان فأخرجوا يزيد بن أبي النمس وقال الوليد بن عتبة لو كنت من كلب أو غسان لأخرجت فجاء ابنا يزيد بن معاوية خالد وعبد الله ومعهما أخوالهما من كلب فأخرجوه من السجن.

  ثم إن الضحاك بن قيس خرج إلى مسجد دمشق فجلس فيه وذكر يزيد بن معاوية فوقع فيه فقام إليه سنان من كلب ومعه عصا فضربه بها والناس جلوس حلقا متقلدي السيوف فقام بعضهم إلى بعض في المسجد فاقتتلوا فكانت قيس عيلان قاطبة تدعو إلى ابن الزبير ومعهما الضحاك وكلب تدعو إلى بني أمية ثم إلى خالد بن يزيد فيتعصبون له فدخل الضحاك دار الإمارة وأصبح الناس فلم يخرج الضحاك إلى صلاة الفجر.

  فلما ارتفع النهار بعث إلى بني أمية فدخلوا عليه فاعتذر إليهم وذكر حسن بلائهم عنده وأنه ليس يهوى شيئا يكرهونه ثم قال تكتبون إلى حسان ونكتب ويسير حسان من الأردن حتى ينزل الجابية ونسير نحن وأنتم حتى نوافيه بها فيجتمع رأي الناس على رجل منكم فرضيت بذلك بنو أمية وكتبوا إلى حسان وهو بالأردن وكتب إليه الضحاك يأمره بالموافاة في الجابية وأخذ الناس في الجهاز للرحيل.

  وخرج الضحاك بن قيس من دمشق وخرج الناس وخرجت بنو أمية وتوجهت الرايات يريدون الجابية فجاء ثور بن معن يزيد بن الأخنس السلمي إلى الضحاك فقال دعوتنا إلى طاعة ابن الزبير فبايعناك على ذلك ثم أنت الآن تسير إلى هذا الأعرابي من كلب لتستخلف ابن أخته خالد بن يزيد بن معاوية فقال الضحاك فما الرأي قال الرأي أن