شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أدعية الصحيفة

صفحة 182 - الجزء 6

  ذنوبي وإنما أوبخ بهذا نفسي طمعا في رأفتك التي بها إصلاح أمر المذنبين ورجاء لعصمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين اللهم وهذه رقبتي قد أرقتها الذنوب فأعتقها بعفوك وقد أثقلتها الخطايا فخفف عنها بمنك اللهم إني لو بكيت حتى تسقط أشفار عيني وانتحبت حتى ينقطع صوتي وقمت لك حتى تنتشر قدماي وركعت لك حتى ينجذع صلبي وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي وأكلت التراب طول عمري وشربت ماء الرماد آخر دهري وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك لما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي فإن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك وتعفو عني حين أستحق عفوك فإن ذلك غير واجب لي بالاستحقاق ولا أنا أهل له على الاستيجاب إذ كان جزائي منك من أول ما عصيتك النار فإن تعذبني فإنك غير ظالم إلهي فإن تغمدتني بسترك فلم تفضحني وأمهلتني بكرمك فلم تعاجلني وحلمت عني بتفضلك فلم تغير نعمك علي ولم تكدر معروفك عندي فارحم طول تضرعي وشدة مسكنتي وسوء موقفي اللهم صل على محمد وآل محمد وأنقذني من المعاصي واستعملني بالطاعة وارزقني حسن الإنابة وطهرني بالتوبة وأيدني بالعصمة واستصلحني بالعافية وارزقني حلاوة المغفرة واجعلني طليق عفوك واكتب لي أمانا من سخطك وبشرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى أعرفها وعرفني له علامة أتبينها أن ذلك لا يضيق عليك في وجدك ولا يتكاءدك في قدرتك وأنت على كل شيء قدير

  ومن أدعيته # وهو من أدعية الصحيفة