طرف من أخبار عمر بن الخطاب
  ومن كان يعبد رب محمد فإنه حي لم يمت، ثم تلا قوله تعالى: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[آل عمران: ١٤٤]، قالوا: فو الله لكان الناس ما سمعوا هذه الآية حتى تلاها أبوبكر، وقال عمر: لما سمعته يتلوها هويت إلى الأرض وعلمت أن رسول الله قد مات.
  لما قتل خالد مالك بن نويرة ونكح امرأته كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري فركب فرسه والتحق بأبي بكر، وحلف ألا يسير في جيش تحت لواء خالد أبدا فقص على أبي بكر القصة، فقال أبوبكر: لقد فتنت الغنائم العرب وترك خالد ما أمر به.
  فقال عمر: إن عليك أن تقيده بمالك، فسكت أبوبكر وقدم خالد فدخل المسجد وعليه ثياب قد صدئت من الحديد، وفي عمامته ثلاثة أسهم، فلما رآه عمر قال: أرياء يا عدو الله، عدوت على رجل من المسلمين فقتلته ونكحت امرأته، أما والله إن أمكنني الله منك لأرجمنك، ثم تناول الأسهم من عمامته فكسرها، وخالد ساكت لا يرد عليه ظنا أن ذلك عن أمر أبي بكر ورأيه، فلما دخل إلى أبي بكر وحدثه صدقه فيما حكاه وقبل عذره، فكان عمر يحرض أبابكر على خالد ويشير عليه أن يقتص منه بدم مالك، فقال أبوبكر: إيها يا عمر، ما هو بأول من أخطأ فارفع لسانك عنه، ثم ودى مالكا من بيت مال المسلمين.
  لما صالح خالد أهل اليمامة وكتب بينه وبينهم كتاب الصلح، تزوج ابنة مجاعة بن مرارة الحنفي، وصل إليه كتاب أبي بكر لعمري: يا ابن أم خالد، إنك لفارغ حتى تزوج النساء وحول حجرتك دماء المسلمين لم تجف بعد في كلام أغلظ له فيه، فقال خالد هذا الكتاب ليس من عمل أبي بكر هذا عمل الأعيسر يعني عمر