شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

82 - ومن خطبة له # وتسمى بالغراء

صفحة 241 - الجزء 6

٨٢ - ومن خطبة له # وتسمى بالغراء

  وهي من الخطب العجيبة: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ وَدَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَفَضْلٍ وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وَأَزْلٍ أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ وَأُومِنُ بِهِ أَوَّلاً بَادِياً وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ الحول القوة والطول الإفضال والمانح المعطي والأزل بفتح الهمزة الضيق والحبس والعواطف جمع عاطفة وهي ما يعطفك على الغير ويدنيه من معروفك والسوابغ التوام الكوامل سبغ الظل إذا عم وشمل.

  وأولا هاهنا منصوب على الظرفية كأنه قال قبل كل شيء والأول نقيض الآخر أصله أوءل على أفعل مهموز الوسط قلبت الهمزة واوا وأدغم يدل على ذلك قولهم هذا أول منك والإتيان بحرف الجر دليل على أنه أفعل كقولهم هذا أفضل منك وجمعه على أوائل وأوال أيضا على القلب وقال قوم أصله وول على فوعل فقلبت الواو الأولى همزة وإنما لم يجمع على ووال لاستثقالهم اجتماع الواوين وبينهما ألف الجمع.