شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة الشورى

صفحة 186 - الجزء 1

  ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب.

  قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ ¦ الكلمة المذكورة أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب.

  قال بمحضر ممن نقل عنه إلى رسول الله ÷ ما الذي يغنيه حجابهن اليوم وسيموت غدا فننكحهن.

  قال أبو عثمان أيضا لو قال لعمر قائل أنت قلت: إن رسول الله ÷ مات، وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة إنه مات # ساخطا عليك للكلمة التي قلتها لكان قد رماه بمشاقصه، ولكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا فكيف هذا.

  قال ثم أقبل على سعد بن أبي وقاص، فقال إنما أنت صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص، وقوس، وأسهم، وما زهرة، والخلافة، وأمور الناس.

  ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف، فقال: وأما أنت يا عبد الرحمن فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك، وما زهرة وهذا الأمر.

  ثم أقبل على علي # فقال لله أنت لو لا دعابة فيك أما، والله لئن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء، ثم أقبل على عثمان.

  فقال: هيها إليك كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك، فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفي ء، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا، والله لئن فعلوا لتفعلن ولئن فعلت ليفعلن، ثم أخذ بناصيته.

  فقال فإذا كان ذلك فاذكر قولي فإنه كائن.

  ذكر هذا الخبر كله شيخنا أبو عثمان في كتاب السفيانية وذكره جماعة غيره في باب فراسة عمر، وذكر أبو عثمان في هذا الكتاب عقيب رواية هذا الخبر قال وروى