شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصول متنوعة تتعلق بالخطبة

صفحة 448 - الجزء 6

  مجرنثم أو داحض محرجم وذلك من فضل رب العالمين على عباده المذنبين.

  قلت السد السحاب الذي يسد الأفق وأصل الجبل والطفل اختلاط الظلام وانتشاره حال غروب الشمس وشصا ارتفع وعلا واحزأل انتصب واكفهرت أرجاؤه غلظت نواحيه وجوانبه وتراكمت واحمومت اسودت مع مخالطة حمرة وأرجاؤه أوساطه وانزعرت تفرقت والفوارق قطع من السحاب تتفرق عنه مثل فرق الإبل وهي النوق إذا أرادت الولادة فارقت الإبل وبعدت عنها حيث لا ترى وتضاحكت بوارقه لمعت واستطار انتشر والوادق ذو الودق وهو مطر كبار وأرسعت جوبه أي تلاءمت فرجه والتحمت وارتعن استرخى وهيدبه ما تدلى منه وحسكت أخلافه امتلأت ضروعه وأرادفه مآخره وأكنافه نواحيه ويرتجس يصوت والرجس الصوت ويختلس يستلب البصر وينبجس ينصب فأترع الغدر ملأها جمع غدير وأنبت الوجر حفرها جمع وجار وهو بيت الضبع والآجال جمع إجل وهو قطيع البقر والصيران مثله جمع صوار والرئال جمع رأل وهو فرخ النعام والهدير الصوت والشراج جمع شرج وهو مسيل الماء إلى الحرة وخرير الماء صوته وزفير التلاع أن تزفر بالماء لفرط امتلائها والنبع شجر والعنم شجر آخر وكلاهما لا ينبت إلا في رءوس الجبال والشم العالية والصحم السود التي تضرب إلى الصفرة والمعصم المعتصم الملتجئ والمجرنثم المتقبض والداحض الزالق الواقع والمحرجم المصروع.

  ومن ذلك ما رواه أبو حاتم عن الأصمعي قال سألت أعرابيا من بني عامر بن صعصعة عن مطر أصاب بلادهم فقال نشأ عارضا فطلع ناهضا ثم ابتسم وامضا فاعتن في الأقطار فأشجاها وامتد في