شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في عصمة الأنبياء

صفحة 25 - الجزء 7

  إني إذا ما القوم كانوا أنجيه

  وقد يكون النجي جماعة مثل الصديق قال الله تعالى {خَلَصُوا نَجِيًّا}⁣[يوسف: ٨٠] وقال الفراء قد يكون النجي والنجوى اسما ومصدرا.

  والمتخافتين الذين يسرون المنطق وهي المخافتة والتخافت والخفت قال الشاعر

  أخاطب جهرا إذ لهن تخافت ... وشتان بين الجهر والمنطق الخفت

  ورجم الظنون القول بالظن قال سبحانه {رَجْمًا بِالْغَيْبِ}⁣[الكهف: ٢٢] ومنه الحديث المرجم بالتشديد وهو الذي لا يدرى أحق هو أم باطل ويقال صار رجما أي لا يوقف على حقيقة أمره.

  وعقد عزيمات اليقين العزائم التي يعقد القلب عليها وتطمئن النفس إليها.

  ومسارق إيماض الجفون ما تسترقه الأبصار حين تومض يقال أومض البصر والبرق إيماضا إذا لمع لمعا خفيفا ويجوز ومض بغير همز يمض ومضا ووميضا وومضانا وأكنان القلوب غلفها والكن الستر والجمع أكنان قال تعالى {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}⁣[النحل: ٨١] ويروى أكنة القلوب وهي الأغطية أيضا قال تعالى {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً}⁣[الأنعام: ٢٥] والواحد كنان قال عمر بن أبي ربيعة