96 - ومن كلام له #
  ومن قائل يقول عنى بأصحابه شيعته كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار ونحوهم ألا ترى إلى قوله على المنبر في أمهات الأولاد كان رأيي ورأي عمر ألا يبعن وأنا أرى الآن بيعهن فقام عليه عبيدة السلماني فقال له رأيك مع الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك فما أعاد عليه حرفا فهل يدل هذا على القوة والقهر أم على الضعف في السلطان والرخاوة وهل كانت المصلحة والحكمة تقتضي في ذلك الوقت غير السكوت والإمساك ألا ترى أنه كان يقرأ في صلاة الصبح وخلفه جماعة من أصحابه فقرأ واحد منهم رافعا صوته معارضا قراءة أمير المؤمنين # {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقْضِي بالْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ٥٧}[الأنعام: ٥٧] فلم يضطرب # ولم يقطع صلاته ولم يلتفت وراءه ولكنه قرأ معارضا له على البديهة {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ٦٠}[الروم: ٦٠] وهذا صبر عظيم وأناة عجيبة وتوفيق بين وبهذا ونحوه استدل أصحابنا المتكلمون على حسن سياسته وصحة تدبيره لأن من مني بهذه الرعية المختلفة الأهواء وهذا الجيش العاصي له المتمرد عليه ثم كسر بهم الأعداء وقتل بهم الرؤساء فليس يبلغ أحد في حسن السياسة وصحة التدبير مبلغه ولا يقدر أحد قدره وقد قال بعض المتكلمين من أصحابنا إن سياسة علي # إذا تأملها المنصف متدبرا لها بالإضافة إلى أحواله التي دفع إليها مع أصحابه جرت مجرى المعجزات لصعوبة الأمر وتعذره فإن أصحابه كانوا فرقتين إحداهما تذهب إلى أن عثمان قتل مظلوما وتتولاه وتبرأ من أعدائه والأخرى وهم جمهور أصحاب الحرب وأهل الغناء والبأس يعتقدون أن عثمان قتل لأحداث أوجبت عليه القتل وقد كان منهم من يصرح بتكفيره وكل من هاتين الفرقتين يزعم أن عليا # موافق لها على رأيها وتطالبه في كل وقت بأن يبدي مذهبه في عثمان وتسأله أن يجيب بجواب واضح في أمره وكان #