شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

96 - ومن كلام له #

صفحة 75 - الجزء 7

  كُلَّ مُمَزَّقٍ}⁣[سبأ: ٧] وسبأ مهموز وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويقال ذهبوا أيدي سبأ وأيادي سبأ الياء ساكنة وكذلك الألف وهكذا نقل المثل أي ذهبوا متفرقين وهما اسمان جعلا واحدا مثل معديكرب.

  قوله تتخادعون عن مواعظكم أن تمسكون عن الاتعاظ والانزجار وتقلعون عن ذلك من قولهم كان فلان يعطي ثم خدع أي أمسك وأقلع ويجوز أن يريد تتلونون وتختلفون في قبول الموعظة من قولهم خلق فلان خلق خادع أي متلون وسوق خادعة أي مختلفة متلونة ولا يجوز أن يريد باللفظة المعنى المشهور منها لأنه إنما يقال فلان يتخادع لفلان إذا كان يريه أنه منخدع له وليس بمنخدع في الحقيقة وهذا لا يطابق معنى الكلام.

  والحنية القوس وقوله كظهر الحنية يريد اعوجاجهم كما أن ظهر القوس معوج وأعظل المقوم أي أعضل داؤه أي أعيا ويروى أيها الشاهدة أبدانهم بحذف الموصوف.

  ثم أقسم أنه يود أن معاوية صارفه بهم فأعطاه من أهل الشام واحدا وأخذ منه عشرة صرف الدينار بالدراهم أخذ هذا اللفظ عبد الله بن الزبير لما وفد إليه أهل البصرة وفيهم الأحنف فتكلم منهم أبو حاضر الأسدي وكان خطيبا جميلا فقال له عبد الله بن الزبير اسكت فو الله لوددت أن لي بكل عشرة من أهل العراق واحدا من أهل الشام صرف الدينار بالدراهم فقال يا أمير المؤمنين إن لنا ولك مثلا أفتأذن في ذكره قال نعم قال مثلنا ومثلك ومثل أهل الشام قول الأعشى

  علقتها عرضا وعلقت رجلا ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل