شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار متفرقة في انتقال الملك من بني أمية إلى بني العباس

صفحة 168 - الجزء 7

  وأشكيت زيدا أزلت شكايته والشجو الهم والحزن.

  وصوح النبت أي جف أعلاه قال

  ولكن البلاد إذا اقشعرت

  وصوح نبتها رعي الهشيم

  يقول # أشد العيون إدراكا ما نفذ طرفها في الخير وأشد الأسماع إدراكا ما حفظ الموعظة وقبلها.

  ثم أمر الناس أن يستصبحوا أي يسرجوا مصابيحهم من شعلة سراج متعظ في نفسه واعظ لغيره وروي بالإضافة من شعلة مصباح واعظ بإضافة مصباح إلى واعظ وإنما جعله متعظا واعظا لأن من لم يتعظ في نفسه فبعيد أن يتعظ به غيره وذلك لأن القبول لا يحصل منه والأنفس تكون نافرة عنه ويكون داخلا في حيز قوله تعالى {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}⁣[البقرة: ٤٤] وفي قول الشاعر

  لا تنه عن خلق وتأتي مثله

  وعني بهذا المصباح نفسه #.

  ثم أمرهم أن يمتاحوا من عين صافية قد انتفى عنها الكدر كما يروق الشراب بالراووق فيزول عنه كدرة والامتياح نزول البئر وملء الدلاء منها ويكني بهذا أيضا عن نفسه #.