المقدمة
  يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}[البقرة: ٢٧٤].
  وروى عنه أنه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت يده، ويتصدق بالأجرة ويشد على بطنه حجرا.
  وقال الشعبي وقد ذكره: # كان أسخى الناس كان على الخلق الذي يحبه الله السخاء والجود ما قال لا لسائل قط، وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال له: جئتك من عند أبخل الناس فقال: ويحك كيف تقول إنه أبخل الناس، لو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه.
  وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلي فيها، وهو الذي قال: يا صفراء، ويا بيضاء، غري غيري، وهو الذي لم يخلف ميراثا وكانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام.
  وأما الحلم والصفح، فكان أحلم الناس عن ذنب وأصفحهم عن مسيء وقد ظهر صحة ما قلناه يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم وكان أعدى الناس له وأشدهم بغضا فصفح عنه.
  وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رءوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة فقال: قد أتاكم الوغد اللئيم علي بن أبي طالب وكان علي # يقول: (ما زال الزبير