شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

114 - ومن خطبة له # في الاستسقاء

صفحة 264 - الجزء 7

  يجوز أن يريد بقوله وهامت دوابنا معنى غير ما فسره الشريف الرضي | به وهو ندودها وذهابها على وجوهها لشدة المحل يقول هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا.

  والمرابض مبارك الغنم وهي لها كالمواطن للإبل واحدها مربض بكسر الباء مثل مجلس وعجت صرخت ويحتمل الضمير في أولادها أن يرجع إلى الثكالى أي كعجيج الثكالى على أولادهن ويحتمل أن يرجع إلى الدواب أي وعجت على أولادها كعجيج الثكالى وإنما وصفها بالتحير في مرابضها لأنها لشدة المحل تتحير في مباركها ولا تدري ما ذا تصنع إن نهضت لترعى لم تجد رعيا وإن أقامت كانت إلى انقطاع المادة أقرب قوله وملت التردد في مراتعها والحنين إلى مواردها وذلك لأنها أكثرت من التردد في الأماكن التي كانت تعهد مراتعها فيها فلم تجد مرتعا فملت الترداد إليها وكذلك ملت الحنين إلى الغدران والموارد التي كانت تعتادها للشرب فإنها حنت إليها لما فقدتها حتى ضجرت ويئست فملت مما لا فائدة لها فيه.

  والآنة والحانة الشاة والناقة ويقال ما له حانة ولا آنة وأصل الأنين صوت المريض وشكواه من الوصب يقال أن يئن أنينا وأنانا وتأنانا.

  والموالج المداخل وإنما ابتدأ # بذكر الأنعام وما أصابها من الجدب اقتفاء بسنة رسول الله ÷ ولعادة العرب أما سنة رسول الله ÷ فإنه قال لو لا البهائم الرتع والصبيان الرضع والشيوخ الركع لصب