115 - ومن خطبة له #
١١٥ - ومن خطبة له #
  أَرْسَلَهُ دَاعِياً إِلَى اَلْحَقِّ وَشَاهِداً عَلَى اَلْخَلْقِ فَبَلَّغَ رِسَالاَتِ رَبِّهِ غَيْرَ وَانٍ وَلاَ مُقَصِّرٍ وَجَاهَدَ فِي اَللَّهِ أَعْدَاءَهُ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُعَذِّرٍ إِمَامُ مَنِ اِتَّقَى وَبَصَرُ مَنِ اِهْتَدَى قوله وشاهدا على الخلق أي يشهد على القوم الذين بعث إليهم وشهد لهم فيشهد على العاصي بالعصيان والخلاف ويشهد للمطيع بالإطاعة والإسلام وهذا من قوله سبحانه وتعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١}[النساء: ٤١] ومن قوله تعالى {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ}[المائدة: ١١٧].
  فإن قلت إذا كان الله تعالى عالما بكل شيء ومالكا لكل أحد فأي حاجة إلى الشهادة قلت ليس بمنكر أن يكون في ذلك مصلحة للمكلفين في أديانهم من حيث إنه قد تقرر في عقول الناس أن من يقوم عليه شاهد بأمر منكر قد فعله فإنه يخزى