أمر طلحة والزبير مع علي بن أبي طالب بعد بيعتهما له
  وردا عليه بأشأم يوم، والله ما العمرة يريدان ولقد أتياني بوجهي فاجرين ورجعا بوجهي غادرين ناكثين، والله لا يلقيانني بعد اليوم إلا في كتيبة خشناء يقتلان فيها أنفسهما، فبعدا لهما وسحقا، وذكر أبو مخنف في كتاب الجمل أن عليا # خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة، ومعهما عائشة يريدون البصرة، فقال: (أيها الناس، إن عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه، أما طلحة فابن عمها، وأما الزبير فختنها، والله لو ظفروا بما أرادوا ولن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما شديد، والله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة، ولا تحل عقدة إلا في معصية الله وسخطه حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة، إي والله ليقتلن ثلثهم، وليهربن ثلثهم، وليتوبن ثلثهم، وإنها التي تنبحها كلاب الحوأب، وإنهما ليعلمان أنهما مخطئان ورب عالم قتله جهله، ومعه علمه لا ينفعه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية، أين المحتسبون؟ أين المؤمنون؟ ما لي ولقريش، أما والله لقد قتلتهم كافرين ولأقتلنهم مفتونين، وما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا والله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته، فقل لقريش فلتضج ضجيجها)، ثم نزل برز علي # يوم الجمل ونادى بالزبير، يا أبا عبد الله، مرارا فخرج الزبير فتقاربا حتى اختلفت أعناق خيلهما، فقال له علي #: إنما دعوتك لأذكرك حديثا قاله لي ولك رسول الله ÷ أتذكر يوم رآك وأنت معتنقي، فقال لك: