شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد

صفحة 212 - الجزء 8

  بالسهم ذكر ذلك التنوخي في نشوار المحاضرة قال كان الزنج يصيحون لما رمى أبو أحمد بالسهم وتأخر لعلاج جراحته عن الحرب ملحوه ملحوه أي قد مات وأنتم تكتمون موته فاجعلوه كاللحم المكسود.

  قال وكان قرطاس الرامي لأبي أحمد يصيح بأبي العباس في الحرب إذا أخذتني فاجعلني كردناجا يهزأ به.

  قال فلما ظفر به أدخل في دبره سيخا من حديد فأخرجه من فيه وجعله على النار كردناجا.

  قال أبو جعفر ثم تتابع مجيء الزنج إلى أبي أحمد في الأمان فحضر منهم في ثلاثة أيام نحو سبعة آلاف زنجي لما عرفوا قتل صاحبهم ورأى أبو أحمد بذل الأمان لهم كي لا يبقى منهم بقية يخاف معرتها في الإسلام وأهله وانقطعت منهم قطعة نحو ألف زنجي مالت نحو البر فمات أكثرها عطشا وظفر الأعراب بمن سلم منهم فاسترقوهم وأقام الموفق بالموفقية بعد قتل الناجم مدة ليزداد الناس بمقامه أنسا وأمانا ويتراجع أهل البلاد إليها فقد كان الناجم أجلاهم عنها وقدم ابنه أبو العباس إلى بغداد ومعه رأس الناجم فدخلها يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى من هذه السنة ورأس الناجم بين يديه على قناة والناس مجتمعون يشاهدونه.

  وقد روى غير أبي جعفر وذكره الآبي في مجموعة المسمى نثر الدرر عن العلاء بن صاعد بن مخلد قال لما حمل رأس صاحب الزنج ودخل به المعتضد إلى بغداد دخل في جيش