شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد

صفحة 216 - الجزء 8

  المجان جمع مجن بكسر الميم وهو الترس وإنما سمي مجنا لأنه يستتر به والجنة السترة والجمع جنن يقال استجن بجنة أي استتر بسترة.

  والمطرقة بسكون الطاء التي قد أطرق بعضها إلى بعض أي ضمت طبقاتها فجعل بعضها يتلو بعضا يقال جاءت الإبل مطاريق أي يتلو بعضها بعضا والنعل المطرقة المخصوفة وأطرقت بالجلد والعصب أي ألبست وترس مطرق وطراق النعل ما أطرقت وخرزت به وريش طراق إذا كان بعضه فوق بعض وطارق الرجل بين الثوبين إذا لبس أحدهما علي الآخر وكل هذا يرجع إلى مفهوم واحد وهو مظاهرة الشيء بعضه بعضا ويروى المجان المطرقة بتشديد الراء أي كالترسة المتخذة من حديد مطرق بالمطرقة.

  والسرق شقق الحرير وقيل لا تسمى سرقا إلا إذا كانت بيضا الواحدة سرقة.

  ويعتقبون الخيل أي يجنبونها لينتقلوا من غيرها إليها واستحرار القتل شدته استحر وحر بمعنى قال ابن الزبعري

  حيث ألقت بقباء بركها ... واستحر القتل في عبد الأشل

  والمفلت الهارب.

  يقول # إن الأمور المستقبلة على قسمين أحدهما ما تفرد الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه وهي الأمور الخمسة المعدودة في الآية المذكورة {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}⁣[لقمان: ٣٤]