من أخبار يوم الجمل أيضا
  ابن يثربي فإذا قتلني فادفني بدمي ولا تغسلني فإني مخاصم عند ربي، ثم خرج فقتله عمرو ثم رجع إلى خطام الجمل مرتجزا يقول:
  أرديت علباء وهندا في طلق ... ثم ابن صوحان خضيبا في علق
  قد سبق اليوم لنا ما قد سبق ... والوتر منا في عدي ذي الفرق
  والأشتر الغاوي وعمرو بن الحمق ... والفارس المعلم في الحرب الحنق
  ذاك الذي في الحادثات لم يطق ... أعني عليا ليته فينا مزق
  قال قوله والوتر منا في عدي يعني عدي بن حاتم الطائي وكان من أشد الناس على عثمان ومن أشدهم جهادا مع علي #، ثم ترك ابن يثربي الخطام وخرج يطلب المبارزة فاختلف في قاتله، فقال قوم: إن عمار بن ياسر خرج إليه والناس يسترجعون له؛ لأنه كان أضعف من برز إليه يومئذ أقصرهم سيفا، وأقصفهم رمحا وأحمشهم ساقا حمالة سيفه من نسعة الرحل، وذباب سيفه قريب من إبطه فاختلفا ضربتين فنشب سيف ابن يثربي في حجفة عمار، فضربه عمار على رأسه فصرعه، ثم أخذ برجله يسحبه حتى انتهى به إلى علي #، فقال: يا أمير المؤمنين #، استبقني أجاهد بين يديك وأقتل منهم مثل ما قتلت منكم، فقال له علي #: أبعد زيد وهند وعلباء أستبقيك لاها الله إذا قال فأدنني منك أسارك، قال له أنت متمرد، وقد أخبرني رسول الله ÷ بالمتمردين وذكرك فيهم، فقال: أما والله لو وصلت إليك لعضضت أنفك عضة أبنته منك.
  فأمر به علي # فضربت عنقه.