شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الجناس وأنواعه

صفحة 289 - الجزء 8

  ضربن مليعا بالسنابك أربعا ... إلى الماء لا يقدرن منه على معن

  وخوف الردى آوى إلى الكهف أهله ... وكلف نوحا وابنه عمل السفن

  وما استعذبته روح موسى وآدم ... وقد وعدا من بعده جنتي عدن

  ولي من قصيدة أخاطب رجلين فرا في حرب:

  عذرتكما إن الحمام لمبغض ... وإن بقاء النفس للنفس محبوب

  ويكره طعم الموت والموت طالب ... فكيف يلذ الموت والموت مطلوب

  وقال أبو الطيب أيضا:

  طيب هذا النسيم أوقر في الأنفس ... أن الحمام مر المذاق

  والأسى قبل فرقة الروح عجز ... والأسى لا يكون بعد الفراق

  البحتري:

  ما أطيب الأيام إلا أنها ... يا صاحبي إذا مضت لم ترجع

  وقال آخر:

  أوفى يصفق بالجناح مغلسا ... ويصيح من طرب إلى الندمان

  يا طيب لذة هذه الدنيا لنا ... لو أنها بقيت على الإنسان

  وقال آخر:

  أرى الناس يهوون البقاء سفاهة ... وذلك شيء ما إليه سبيل

  ومن يأمن الأيام أما بلاؤها ... فجم وأما خيرها فقليل