ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته
  لهفي على بقائي فيكم بعد أصحابي وحياتي فيكم بعد أترابي يا ليتني تقدمت قبل هذا لكني لا أحب خلاف ما أحبه الله لي ø إذا شئتم فإن الصادق المصدق محمدا ÷ قد حدثني بما هو كائن من أمري وأمركم وهذا بدء ذلك وأوله فكيف الهرب مما حتم وقدر أما إنه # قد بشرني في آخر حديثه بالجنة دونكم إذا شئتم فلا أفلح من ندم.
  قال ثم هم بالنزول فبصر بعلي بن أبي طالب # ومعه عمار بن ياسر ¥ وناس من أهل هواه يتناجون فقال إيها إيها أسرارا لا جهارا أما والذي نفسي بيده ما أحنق على جرة ولا أوتى من ضعف مرة ولو لا النظر لي ولكم والرفق بي وبكم لعاجلتكم فقد اغتررتم وأفلتم من أنفسكم.
  ثم رفع يديه يدعو ويقول اللهم قد تعلم حبي للعافية فألبسنيها وإيثاري للسلامة فآتنيها.
  قال فتفرق القوم عن علي # وقام عدي بن الخيار فقال أتم الله عليك يا أمير المؤمنين النعمة وزادك في الكرامة والله لأن تحسد أفضل من أن تحسد ولأن تنافس أجل من أن تنافس أنت والله في حسبنا الصميم ومنصبنا الكريم إن دعوت أجبت وإن أمرت أطعت فقل نفعل وادع تجب جعلت الخيرة والشورى إلى أصحاب رسول الله ÷ ليختاروا لهم ولغيرهم وإنهم ليرون مكانك ويعرفون مكان غيرك فاختاروك منيبين طائعين غير مكرهين ولا مجبرين ما غيرت ولا فارقت ولا بدلت ولا خالفت فعلام يقدمون عليك وهذا رأيهم فيك أنت والله كما قال الأول:
  اذهب إليك فما للحسود ... إلا طلابك تحت العثار