شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

136 - ومن كلام له #

صفحة 31 - الجزء 9

١٣٦ - ومن كلام له #

  لَمْ تَكُنْ بَيْعَتِكُمْ إِيَّايَ فَلْتَةً وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا اَلنَّاسُ أَعِينُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَاَيْمُ اَللَّهِ لَأُنْصِفَنَّ اَلْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ وَلَأَقُودَنَّ اَلظَّالِمَ بِخَزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ اَلْحَقِّ وَإِنْ كَانَ كَارِهاً الفلتة الأمر يقع عن غير تدبر ولا روية وفي الكلام تعريض ببيعة أبي بكر وقد تقدم لنا في معنى قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها كلام.

  والخزامة حلقة من شعر تجعل في أنف البعير ويجعل الزمام فيها.

  وأعينوني على أنفسكم خذوها بالعدل وأقنعوها عن اتباع الهوى واردعوها بعقولكم عن المسالك التي ترديها وتوبقها فإنكم إذا فعلتم ذلك أعنتموني عليها لأني أعظكم وآمركم بالمعروف وأنهاكم عن المنكر فإذا كبحتم أنفسكم بلجام العقل الداعي إلى ما أدعو إليه فقد أعنتموني عليها.

  فإن قلت ما معنى قوله أريدكم لله وتريدونني لأنفسكم.