شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

يوم القادسية

صفحة 96 - الجزء 9

  نظام العقد الخيط الجامع له وتقول أخذته كله بحذافيره أي بأصله وأصل الحذافير أعالي الشيء ونواحيه الواحد حذفار.

  وأصلهم نار الحرب اجعلهم صالين لها يقال صليت اللحم وغيره أصليه صليا مثل رميته أرميه رميا إذا شويته وفي الحديث أنه ÷ أتي بشاة مصلية أي مشوية ويقال أيضا صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار وجعلته يصلاها فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته بالألف وصليته تصلية وقرئ {وَيَصْلَى سَعِيرًا ١٢}⁣[الانشقاق: ١٢] ومن خفف فهو من قولهم صلى فلان بالنار بالكسر يصلى صليا احترق قال الله تعالى {هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ٧٠}⁣[مريم: ٧٠] ويقال أيضا صلى فلان بالأمر إذا قاسى حره وشدته قال الطهوي:

  ولا تبلى بسالتهم وإن هم ... صلوا بالحرب حينا بعد حين

  وعلى هذا الوجه يحمل كلام أمير المؤمنين # وهو مجاز من الإحراق والشيء الموضوع لها هذا اللفظ حقيقة.

  والعورات الأحوال التي يخاف انتقاضها في ثغر أو حرب قال تعالى {يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ}⁣[الأحزاب: ١٣] والكلب الشر والأذى

يوم القادسية

  واعلم أن هذا الكلام قد اختلف في الحال التي قاله فيها لعمر فقيل قاله له في