شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

153 - ومن خطبة له #

صفحة 159 - الجزء 9

  وروي أحذركم ونفسي هذه المزلة مفعلة من الزلل وفي قوله ونفسي لطافة رشيقة وذلك لأنه طيب قلوبهم بأن جعل نفسه شريكة لهم في هذا التحذير ليكونوا إلى الانقياد أقرب وعن الإباء والنفرة أبعد بطريق جدد لاحب.

  والمهاوي جمع مهواة وهي الهوة يتردى فيها.

  والمغاوي جمع مغواة وهي الشبهة التي يغوى بها الناس أي يضلون.

  يصف الأمور التي يعين بها الإنسان أرباب الضلال على نفسه وهي أن يتعسف في حق يقوله أو يأمر به فإن الرفق أنجح وأن يحرف المنطق فإن الكذب لا يثمر خيرا وأن يتخوف من الصدق في ذات الله قال سبحانه {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ}⁣[النساء: ٧٧] فذم من لا يصدق ويجاهد في الحق.

  قوله واختصر من عجلتك أي لا تكن عجلتك كثيرة بل إذا كانت لك عجلة فلتكن شيئا يسيرا.

  وتقول أنعمت النظر في كذا أي دققته من قولك أنعمت سحق الحجر وقيل إنه مقلوب أمعن.

  والنبي الأمي إما الذي لا يحسن الكتابة أو المنسوب إلى أم القرى وهي مكة.

  ولا محيص عنه لا مفر ولا مهرب حاص أي تخلص من أمر كان شب فيه.

  قوله فإن عليه ممرك أي ليس القبر بدار مقام وإنما هو ممر وطريق إلى الآخرة.