شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

منافرة عبد الله بن الزبير وعبد الله بن العباس

صفحة 325 - الجزء 9

  الرأس من الجسد بل بمنزلة العينين من الرأس فردت علي مقالتي فقال ابن عباس أراك قصدت قصدي فإن شئت أن أقول قلت وإن شئت أن أكف كففت قال بل قل وما عسى أن تقول ألست تعلم أني ابن الزبير حواري رسول الله ÷ وأن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين وأن عمتي خديجة سيدة نساء العالمين وأن صفية عمة رسول الله ÷ جدتي وأن عائشة أم المؤمنين خالتي فهل تستطيع لهذا إنكارا.

  قال ابن عباس لقد ذكرت شرفا شريفا وفخرا فاخرا غير أنك تفاخر من بفخره فخرت وبفضله سموت قال وكيف ذلك قال لأنك لم تذكر فخرا إلا برسول الله ÷ وأنا أولى بالفخر به منك قال ابن الزبير لو شئت لفخرت عليك بما كان قبل النبوة قال ابن عباس

  قد أنصف القارة من راماها

  نشدتكم الله أيها الحاضرون عبد المطلب أشرف أم خويلد في قريش قالوا عبد المطلب قال أفهاشم كان أشرف فيها أم أسد قالوا بل هاشم قال أفعبد مناف أشرف أم عبد العزى قالوا عبد مناف فقال ابن عباس:

  تنافرني يا ابن الزبير وقد قضى ... عليك رسول الله لا قول هازل

  ولو غيرنا يا ابن الزبير فخرته ... ولكنما ساميت شمس الأصائل