شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

جملة من إخبار علي بالأمور الغيبية

صفحة 14 - الجزء 10

  ينتحلون لنا الحب والهوى ويضمرون لنا البغض والقلى وآية ذلك قتلهم وراثنا وهجرهم أحداثنا.

  وصح ما أخبر به لأن القرامطة قتلت من آل أبي طالب # خلقا كثيرا وأسماؤهم مذكورة في كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني.

  ومر أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي في جيشه بالغري وبالحائر فلم يعرج على واحد منهما ولا دخل ولا وقف.

  وفي هذه الخطبة قال وهو يشير إلى السارية التي كان يستند إليها في مسجد الكوفة كأني بالحجر الأسود منصوبا هاهنا ويحهم إن فضيلته ليست في نفسه بل في موضعه وأسسه يمكث هاهنا برهة ثم هاهنا برهة وأشار إلى البحرين ثم يعود إلى مأواه وأم مثواه.

  ووقع الأمر في الحجر الأسود بموجب ما أخبر به #.

  وقد وقفت له على خطب مختلفة فيها ذكر الملاحم فوجدتها تشتمل على ما يجوز أن ينسب إليه وما لا يجوز أن ينسب إليه ووجدت في كثير منها اختلالا ظاهرا وهذه المواضع التي أنقلها ليست من تلك الخطب المضطربة بل من كلام له وجدته متفرقا في كتب مختلفة ومن ذلك

  أن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه وهو يخطب على المنبر ويقول سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومدخله وجمع شأنه فقال فكم في رأسي طاقة شعر فقال له أما والله إني لأعلم ذلك ولكن أين برهانه لو أخبرتك به ولقد أخبرتك بقيامك ومقالك وقيل لي إن على كل