فصل في القرآن وذكر الآثار التي وردت بفضله
  بعض أرباب القلوب إن الناس يجمزون في قراءة القرآن ما خلا المحبين فإن لهم خان إشارات إذا مروا به نزلوا يريد آيات من القرآن يقفون عندها فيفكرون فيها.
  في الحديث المرفوع ما من شفيع من ملك ولا نبي ولا غيرهما أفضل من القرآن وفي الحديث المرفوع أيضا من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر عظمة الله وجاء في بعض الآثار إن الله تعالى خلق بعض القرآن قبل أن يخلق آدم وقرأه على الملائكة فقالوا طوبى لأمة ينزل عليها هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تنطق بهذا وقال النبي ÷ إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قيل يا رسول الله وما جلاؤها قال قراءة القرآن وذكر الموت وعنه # ما أذن الله لشيء أذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن وعنه # إن ربكم لأشد أذنا إلى قارئ القرآن من صاحب القينة إلى قينته وعنه # أنت تقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرؤه
  ابن مسعود | ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون وبنهاره إذ الناس مفطرون وبحزنه إذ الناس يفرحون وببكائه إذ الناس يضحكون وبخشوعه إذ الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون سكيتا زميتا لينا ولا ينبغي أن يكون جافيا ولا مماريا ولا صياحا ولا حديدا ولا صخابا.