فصل في القرآن وذكر الآثار التي وردت بفضله
  من وظائفه فكشف بهذا الكلام معنى الغاية التي أجملها أولا ثم ذكر أنه شاهد لهم ومحاج يوم القيامة عنهم وهذا إشارة إلى قوله تعالى {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: ٧١].
  و حجيج فعيل بمعنى فاعل وإنما سمى نفسه حجيجا عنهم وإن لم يكن ذلك الموقف موقف مخاصمة لأنه إذا شهد لهم فكأنه أثبت لهم الحجة فصار محاجا عنهم.
  قوله # ألا وإن القدر السابق قد وقع يشير به إلى خلافته.
  وهذه الخطبة من أوائل الخطب التي خطب بها أيام بويع بعد قتل عثمان وفي هذا إشارة إلى أن رسول الله ÷ قد أخبره أن الأمر سيفضى إليه منتهى عمره وعند انقضاء أجله.
  ثم أخبرهم أنه سيتكلم بوعد الله تعالى ومحجته على عباده في قوله {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصلت: ٣٠] الآية ومعنى الآية أن الله تعالى وعد الذين أقروا بالربوبية ولم يقتصروا على الإقرار بل عقبوا ذلك بالاستقامة أن ينزل عليهم الملائكة عند موتهم بالبشرى ولفظة {ثمَّ} للتراخي والاستقامة مفضلة على الإقرار باللسان لأن الشأن كله في الاستقامة ونحوها قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}[الحجرات: ١٥] أي ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته والاستقامة هاهنا هي الاستقامة الفعلية شافعة للاستقامة القولية وقد اختلف فيه قول أمير المؤمنين # وأبي بكر فقال أمير المؤمنين # أدوا الفرائض وقال أبو بكر استمروا على التوحيد.